
مــن أتــزوج ...
مــن أتــزوج ؟ ! ...
بقلم / وائل كاملموضوعنا اليوم المعني به الفتيات المقبلات على الزواج والآباء والأمهات ممن لديهم بنات في سن الزواج ..
كثيراً جاءتنا استشارات عن كيفية اختيار الزوج ؟
ومن المعني باختيار الزوج هل الآباء أم البنت نفسها ؟
وما هي صفات الزوج الصالح شريك الحياة ؟
واذا تقدم أكثر من رجل للزواج من البنت لمن تكون الأولوية ؟
أسئلة كثيرة في كيفية اختيار شريك الحياة.
وما دعانا لكتابة هذا المقال هو كمية الجهل الهائلة التي انتشرت بين الناس وخاصة في مجتمعاتنا العربية ،
فأصبحت العادات القبيحة والتقاليد الفاسدة والأمثال الشعبية التي قالها سفهاء ورحلوا والعقول التي تعفنت من الجهل والبعد عن الدين ، أصبحوا هم المعيار لاختيار الأزواج ولبناء البيوت.
وما زاد الأمر سوء أننا نشرنا في المجموعة على الفيس بوك
سؤال وهو:
حين تتصادم رغبة الآباء مع الأبناء في اختيار الزوج للبنت ..
في رأيكم يكون الرأي الصواب لمن ؟
فجاءت بعض الآراء صادمة التي أطلقت حق الاختيار للوالدين فقط دون رأي البنت بحجة أنهم الأكثر خبرة ودراية.
فلذلك لزم التنويه والتوعية لعلنا ننقذ بعض الفتيات من الخوض في تجربة فاشلة سيترتب عليها طلاق وتعاسة وخراب.
القاعدة الأولى في اختيار الزوج ( ما بني على باطل فهو باطل ).
لا يمكن أن تكون معايير الاختيار باطلة ويكون الزوج صالح والأسرة سعيدة وناجحة.
والمقصود بمعايير الاختيار هي المواصفات التي يريدها الوالدين للبنت أو التي تريدها البنت في الزوج المستقبلي.
فكيف نتحاكم الي الأمثال الشعبية التافهة وأخذ رأي السفهاء الذين هم عنوان للفشل في بيوتهم ويكونوا معيار لزواج بناتنا؟
من أشهر ما يقال من الأمثال الفارغة : ( أهلك لا تهلك ).
والمقصود به أن الأولوية في اختيار الزوج للأقارب.
ومن قال أن هذا التخريف معيار لاختيار الزوج وهل نسيتم أيها الجهلاء أن أخوة سيدنا يوسف عليه السلام هم من رموه في البئر وهم من تسببوا في غربته وبعده عن أهله وسجنه وكل الأذى الذي تعرض له في حياته ، وكم من مصائب جاءت من الأقارب وذلك لأن الأقارب يحيطون علماً بالعيوب في أقاربهم أكثر من الغريب ويعلمون نقاط الضعف أكثر من الغريب فحين يكره أحدهم زوجته يكون أكثر ايذاء لها من غيره لأن من يعرف سر دمعتك سيعرف كيف يبكيك.
ومن الأمثلة القذرة التي لا يقولها إلا سفيه أحمق: ( خدي اللي يحبك ومتاخديش اللي تحبيه ).
جهل وسفه وفساد عقول ، فمن قال أن البنت الأصلح لها أن تتزوج من يحبها فقط وهي لا تحبه ، والله إن هذا الكلام لا يخرج إلا من عقل فاسد لا يعرف للحق سبيلاً.
وغيرها كثير من الأمثلة الفاسدة.
القاعدة الثانية في اختيار الزوج وهي الأهم :
يا من تريدي أسرة ناجحة وزوج صالح ارجعي إلى رب الناس عز وجل الذي يعلم من خلق.
أيتها الفتاة من تتزوجين ؟ وأيها الأب والأخ والأم من تقبلوه زوجاً لابنتكم ؟
حدد النبي صلى الله عليه وسلم شرطان أساسيان في الزوج الصالح
فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي.
وحقاً صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن في هذين الشرطين صلاح الرجل وبالتالي صلاح البيت ( الدين ، الخلق ).
كل شيء يُقبل إذا كان الرجل صاحب دين وخلق وكل عيب يهون إذا كان الرجل صاحب دين وخلق ، فصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن لم يحبها لن يظلمها.
أما من هو محروم من الدين والأخلاق فلن ينفعكم كل ما لديه من مال ولا جمال ولا نسب ولا شباب فقد ضيع حق ربه فكيف سيصون زوجته.
فكيف برجل لا يصلي ومدخن ويرتكب كل المعاصي أن يصون زوجته فهل سينفعكم أنه من الأهل والأقارب أو أنه من الجيران أو أنه سيقيم لها زفاف بآلاف الجنيهات أو سيكتب لها عقارات وأموال.
أفيقوا يا من ضيعتم بناتكم بهذه الخرافات التي وجدتم عليها آبائكم وما أنزل الله بها من سلطان.
أفيقوا فلن ينفع بناتكم إلا الرجل الصالح ، أما الفاسد فلن يمنعه أي شيء أن يؤذي ابنتكم ويجعلها تتنازل رغماً عنها عن كل ما فرحتم به وتاجرتم في لحم بناتكم ، فسيجعلها تتنازل عن كل شيء حتى تفر من عذابه لها.
كم من مصائب وبيوت خربت تُعرض علينا بسبب سوء الاختيار وغالباً يكون بسبب إصرار الأهل على زوج لنسبه أو عمره أو قرابته أو ماله.
همسه في أذنك أيتها الفتاة المقبلة على الزواج ،،،
لا تتزوجي إلا صاحب الدين والخلق كما وصاكي نبينا ، ولا تتبعي الأمثال الفاسدة وتزوجي من تحبيه ويحبك فإن الحب والمودة أساس البيت الصالح كما قال ربنا عز وجل :
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ".
فأساس الزواج الحب والمودة والرحمة والسكينة بين الزوجين ، فأطيعوا الله الذي خلقكم وأطيعوا رسوله ولا تتبعوا الأمثال الشعبية الفاسدة والعقول المريضة ، وإن استشرتم أحد فلا تستشيروا إلا إنسان سوي مشهود له بالعقل والحكمة والصلاح ، أو مختص ومن أهل الذكر كمتخصص في الإرشاد الأسري أو داعية أو شخص سوي وقدوة في حياته وسلوكياته سوية.
ونقول للوالدين :
احذروا وارحموا بناتكم من تعاسة أبديه ، واستعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان فإن ممن تستشيرونهم لو من الأقارب غير أسوياء فإن فيهم الحاسد والحاقد والكاره ومن يكن لكم ولبناتكم الضغينة والحقد والغل فكيف تجعلوا بناتكم عرضة لآراء كل ناعق خاصة وإن كان مشهود له بأنه غير سوي.
فلا تتشتتوا واقبلوا من ترضون دينه وخلقه وصلاحه وأن يكون مكافيء لبنتكم ويحبها وتحبه.
فلن ينجح الزواج إلا بالدين والحب ،
نقول اتركوا الاختيار لبناتكم فلا ترغموا فتياتكم على الزواج بدون حب وبدون رغبتهم فهذا حرام في ديننا ولا يحق لكم ، واجعلوا رأيكم بعد البنت فيه الحكمة والخبرة والرحمة وليس الأوامر والقهر.
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنكح الأيم حتى تُستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت ) وفي رواية : الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها ، وإذنها صماتها وفي رواية : الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر ، وإذنها سكوتها وفي رواية : والبكر يستأذنها أبوها في نفسها ، وإذنها صماتها .
والمقصود بالأيم أو الثيب هي المطلقة أو المدخول بها.
لا تبيعوا بناتكم لأصحاب الأموال راغبي المتعة ، ولا تبيعوا بناتكم لعديمي الدين والأخلاق ، ولا تكونوا سبباً في تعاسة بناتكم ونشأة أسرة تعيسة مفككة فهناك أمور لا يمكن تعويضها مهما مرت الأيام ومهما اختلفت الظروف والأحداث.
اتقوا الله في بناتكم وأفيقوا ...
https://web.facebook.com/psychologist6