الأربعاء، 26 يوليو 2017

قصة الذبابـة والنخلـة

قصة الذبابة والنخلة


يحكى أن ذبابة وقفت على نخلة عملاقة فهمَّت الذبابة بالرحيل فقالت للنخلة استمسكي فإني راحلة عنك؛ فقالت النخلة في استعلاء لهذه الحشرة ارحلي فوالله ما شعرت بك حينما وقفت عليّ فهل سأتأثر إذا رحلتي عني.
أتذكر دائماً هذه القصة ذات المعاني الكبيرة كلما رأيت واحداً أو أكثر ممن تضطرنا الحياة لمخالطتهم ومعاشرتهم ممن يظن أو يعتقد لسذاجته أو جهله أنه أكبر من الآخرين قدراً وأعلى شأناً؛ ويظن أنه وحيد زمانه وأن الزمن لن يلد أو ينجب واحداً بمثل مواصفاته؛ ظاناً أن الشمس لا تصحو باكراً وتشرق في كل صباح إلا لترى طلعة وجهه؛ يحتقر الآخرين ويزدريهم ؛ ويراهم صغاراً فهو كمن ينظر إليهم من فوق قمة جبل فيراهم صغاراً؛ لكنه ينسى أو يتناسى قصداً أنهم لا يرونه أبداً؛ فمثل هذا مثل الذبابة التي تظن أن طيرانها من على الشجرة يستوجب من تلك الشجرة أن تتماسك بشدة وتستعد لإقلاع وطيران هذه الذبابة عنها لئلا يلحق بالشجرة أذى؛ دون أن تدرك هذه الذبابة للحظة أن تلك الشجرة لا تعرف أساساً بأنها موجودة ولم تشعر أساساً بأنها حطت على إحدى ورقاتها أو أغصانها.
ما أشقى أولئك الشرذمة ممن يجعل من نفسه دائماً عقبة للإحباط؛ يكره النجاح ويحب الفشل للأخرين وذلك لأنه هو في الحقيقة فاشل ؛ يحارب كل بادرة تلوح في الأفق لأي إبداع من الإبداعات؛ فما يكون منه إلا أن يجعل من نفسه مطبّا بشرياً ليخفف من سرعة نجاح الآخرين؛ فيدوسونه بالأقدام ويتجاوزونه بكل عزيمة وإصرار؛ وأما هو فيبقى حيث هو؛ قابعاً في مكانه لا يرى إلا الأحذية التي تدوسه وتمر فوقه.
هؤلاء مجرد فقاقيع؛ لا يملؤها إلا الهواء وما تلبث أن تزول من تلقاء نفسها؛ والخطأ – كل الخطأ – أن نلتفت اليهم أو نعيرهم إنتباهاً .
فلا تبالي بهؤلاء الأشخاص أصحاب النرجسية الذين لا يرون إلا أنفسهم ويغرقون في كبرهم ، وهم حقيقة كالذباب وأخذوا من صفات الذباب أنه يقف على الجرح والجزء المتسخه من الجسد ويتركوا كامل الجسد الصحيح السليم.
** وتذكر دائماً أن من تواضع لله رفعه بين خلقه ومن تكبر وتغطرس على الناس عاش ذليل وذهب كما يذهب الزبد جفاءً دون أن ينفع الناس.
قال تعالى : (( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17).

wael kamel
العيادة النفسية الأسرية 

هناك تعليق واحد:
كتابة التعليقات
  1. شركة رش مبيدات بمكة
    كيف أقضى على الحشرات المنزلية تستطيع معرفة اجابة هذا السؤال عند الدخول الى موقعنا نحن شركة رش مبيدات بمكة ترغب فى مساعدة الجميع على ان يتواجد لديهم منزل نظيف تماما بدون حشرات او فئران تسبب لهم الاضرار فعليك الاتصال بنا نحن افضل شركة رش مبيدات بمكة و افضل شركة تقدم ايضا مكافحة فئران بمكة
    كيف أقضى على الحشرات المنزلية
    http://www.elbshayr.com/3/Pest-control

    ردحذف